فصل: سؤالان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.1- أسئلة وأجوبة:

.الأول: علام عطف هذا الأمر؟

والجواب من وجوه:
أحدها: أنه ليس الذي اعتمد بالعطف هو الأمر حتى يطلب له مشاكل من أمر أو نهي يعطف عليه.
إنما المعتمد بالعطف هو جملة وصف ثواب المؤمنين فهي معطوفة على جملة وصف عقاب الكافرين كما تقول: زيد يعاقب بالقيد والضرب، وبشر عمرًا بالعفو والإطلاق.
وثانيها: أنه معطوف على قوله: {فاتقوا} كما تقول يا بني تميم احذروا عقوبة ما جنيتم وبشر يا فلان بني أسد بإحساني إليهم.
وثالثها: قرأ زيد بن علي {وَبَشّرِ} على لفظ المبني للمفعول عطفًا على أعدت.

.السؤال الثاني: من المأمور بقوله وبشر؟

والجواب يجوز أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يكون كل أحد كما قال عليه الصلاة والسلام: «بشر المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة» لم يأمر بذلك واحد بعينه، وإنما كل أحد مأمور به، وهذا الوجه أحسن وأجزل، لأنه يؤذن بأن هذا الأمر لعظمته وفخامته حقيق بأن يبشر به كل من قدر على البشارة به.

.السؤال الثالث: ما البشارة؟

الجواب: أنها الخبر الذي يظهر السرور، ولهذا قال الفقهاء إذا قال لعبيده: أيكم بشرني بقدوم فلان فهو حر فبشروه فرادى عتق أولهم، لأنه هو الذي أفاد خبره السرور ولو قال مكان بشرني أخبرني عتقوا جميعًا لأنهم جميعًا أخبروه، ومنه البشرة لظاهر الجلد، وتباشير الصبح ما ظهر من أوائل ضوئه، وأما {فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} فمن الكلام الذي يقصد به الاستهزاء الزائد في غيظ المستهزأ به كما يقول الرجل لعدوه أبشر بقتل ذريتك ونهب مالك. اهـ.

.2- أسئلة وأجوبة:

.السؤال الأول: ما وقع من ثمرة؟ الجواب فيه وجهان:

الأول: هو كقولك كلما أكلت من بستانك من الرمان شيئًا حمدتك فموقع من ثمرة موقع قولك من الرمان فمن الأولى والثانية كلتاهما لابتداء الغاية، لأن الرزق قد ابتدأ من الجنات والرزق من الجنات قد ابتدأ من ثمرة وليس المراد بالثمرة التفاحة الواحدة أو الرمانة الفردة على هذا التفسير، وإنما المراد النوع من أنواع الثمار.
الثاني: وهو أن يكون من ثمرة بيانًا على منهاج قولك رأيت منك أسدًا تريد أنت أسد، وعلى هذا يصح أن يراد بالثمرة النوع من الثمرة أو الحبة الواحدة.

.السؤال الثاني: كيف يصح أن يقولوا هذا الذي رزقنا الآن هو الذي رزقنا من قبل:

الجواب: لما اتحد في الماهية وإن تغاير بالعدد صح أن يقال هذا هو ذاك أي بحسب الماهية فإن الوحدة النوعية لا تنافيها الكثرة بالشخص ولذلك إذا اشتدت مشابهة الابن بالأب قالوا إنه الأب.

.السؤال الثالث: الآية تدل على أنهم شبهوا رزقهم الذي يأتيهم في الجنة برزق آخر جاءهم قبل ذلك، فالمشبه به أهو من أرزاق الدنيا، أم من أرزاق الجنة؟

والجواب فيه وجهان:
الأول: أنه من أرزاق الدنيا، ويدل عليه وجهان:
الأول: أن الإنسان بالمألوف آنس وإلى المعهود أميل، فإذا رأى ما لم يألفه نفر عنه طبعه ثم إذا ظفر بشيء من جنس ما سلف له به عهد ثم وجده أشرف مما ألفه أولًا عظم ابتهاجه وفرحه به، فأهل الجنة إذ أبصروا الرمانة في الدنيا ثم أبصروها في الآخرة ووجدوا رمانة الجنة أطيب وأشرف من رمانة الدنيا كان فرحهم بها أشد من فرحهم بشيء مما شاهدوه في الدنيا.
والدليل الثاني: أن قوله: {كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا} يتناول جميع المرات فيتناول المرة الأولى فلهم في المرة الأولى من أرزاق الجنة شيء لابد وأن يقولوا هذا الذي رزقنا من قبل، ولا يكون قبل المرة الأولى شيء من أرزاق الجنة حتى يشبه ذلك به فوجب حمله على أرزاق الدنيا.
القول الثاني: أن المشبه به رزق الجنة أيضًا والمراد تشابه أرزاقهم ثم اختلفوا فيما حصلت المشابهة فيه على وجهين:
الأول: المراد تساوي ثوابهم في كل الأوقات في القدر والدرجة حتى لا يزيد ولا ينقص.
الثاني: المراد تشابهها في المنظر فيكون الثاني كأنه الأول على ما روي عن الحسن ثم هؤلاء مختلفون فمنهم من يقول الاشتباه كما يقع في المنظر يقع في المطعم، فإن الرجل إذا التذ بشيء وأعجب به لا تتعلق به نفسه إلا بمثله، فإذا جاء ما يشبه الأول من كل الوجوه كان ذلك نهاية اللذة ومنهم من يقول إنه وإن حصل الاشتباه في اللون لكنها تكون مختلفة في الطعم، قال الحسن يؤتى أحدهم بالصحفة فيأكل منها ثم يؤتى بالأخرى فيقول هذا الذي أتينا به من قبل، فيقول الملك كل فاللون واحد والطعم مختلف، وفي الآية قول ثالث على لسان أهل المعرفة، وهو أن كمال السعادة ليس إلا في معرفة ذات الله تعالى ومعرفة صفاته ومعرفة أفعاله من الملائكة الكروبية والملائكة الروحانية وطبقات لأرواح وعالم السموات وبالجملة يجب أن يصير روح الإنسان كالمرآة المحاذية لعالم القدس ثم إن هذه المعارف تحصل في الدنيا ولا يحصل بها كمال الالتذاذ والابتهاج، لما أن العلائق البدنية تعوق عن ظهور تلك السعادات واللذات، فإذا زال هذا العائق حصلت السعادة العظيمة والغبطة الكبرى، فالحاصل أن كل سعادة روحانية يجدها الإنسان بعد الموت فإنه يقول هذه هي التي كانت حاصلة لي حين كنت في الدنيا وذلك إشارة إلى أن الكمالات النفسانية الحاصلة في الآخرة هي التي كانت حاصلة في الدنيا إلا أنها في الدنيا ما أفادت اللذة والبهجة والسرورة وفي الآخرة أفادت هذه الأشياء لزوال العائق. اهـ.

.سؤالان:

.السؤال الأول: إلام يرجح الضمير في قوله: {وَأُتُواْ بِهِ}؟

الجواب: إن قلنا المشبه به هو رزق الدنيا فإلى الشيء المرزوق في الدنيا والآخرة يعني أتوا بذلك النوع متشابهًا يشبه الحاصل منه في الآخرة ما كان حاصلًا منه في الدنيا، وإن قلنا المشبه به هو رزق الجنة أيضًا، فإلى الشيء المرزوق في الجنة، يعني أتوا بذلك النوع في الجنة بحيث يشبه بعضه بعضًا.

.السؤال الثاني:كيف موقع قوله: {وَأُتُواْ بِهِ متشابها} من نظم الكلام؟

والجواب: أن الله تعالى لما حكى عن أهل الجنة ادعاء تشابه الأرزاق في قوله: {قَالُواْ هذا الذي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ} فالله تعالى صدقهم في تلك الدعوة بقوله: {وَأُتُواْ بِهِ متشابها}. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

بصيرة في شبه:
الشَّبَه، والشِّبْه، والشَّبيه، حقيقتها في المماثلة من جهة الكيفيّة؛ كاللون والطَّعم، وكالعادلة والظلم.
والأَصل فيه هو أَلاَّ يميّز أَحد الشيئين عن الآخر؛ لما بينها من التشابه، عينًا كان أَو معنى.
وقوله تعالى: {وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهًا} أَى يُشبه بعضُه بعضًا، لونًا وطعمًا وحقيقة، وقيل: متماثلًا في الكمال والجودة.
وقوله: {مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} معناهما متقاربان.
قال تعالى: {إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا} أَى تتشابه.
ومن قرأ: {تَشابَهَ} على لفظ الماضي جعل لفظه مذكّرا، {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} أَى في الغَنىّ والجهالة.
وقوله: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} المتشابه من القرآن: ما أَشكل تفسيره؛ لمشابهته غيره: إِمّا من حيث اللفظ، أَومن حيث المعنى.
وقال الفقهاءُ: المشتابه: مالا ينبئ ظاهره عن مراده.
وحقيقة ذلك أَنَّ الآيات عند اعتبار بعضها ببعض ثلاثة أَضرب: محكَم على الإِطلاق، ومتشابه على الإِطلاق، ومحكَم من وجه، ومتشابه من وجه.
فللتشبهات في الحملة ثلاثة أَضرب:
متشابه من جهة اللفظ فقط، ومتشابه من جهة المعنى فقط، ومتشابه من جهتهما.
فالمتشابه من اللَّفظ ضربان: أَحدهما يرجع إِلى الأَلفاظ المفردة، وذلك إِمّا من جهة غرابته؛ نحو: {وَأَبًّا} و{يَزِفُّونَ} وإِمّا من مشاركة في اللَّفظ؛ كاليد والعين.
والثَّانى يرجع إِلى جملة الكلام المركّب؛ وذلك ثلاثة أَضرب:
ضرب لاختصار الكلام؛ نحو قوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَاءِ}.
وضرب لبسط الكلام، نحو: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} لأَنَّه لو قيل: ليس مثلَه شيء كان أَظهر للسّامع.
وضرب لنظم الكلام، نحو: {أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا قَيِّمًا} تقديره: الكتاب قيِّمًا ولم يجعل له عِوَجًا.
والمتشابه من جهة المعنى أَوصاف الله عزَّ وجلّ، وأَوصافُ القيامة.
فإِنَّ تلك الصّفات لا تتصوّر لنا، إِذْ كان لا يحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسّه، أَو لم يكن من جنس ما نُحسّه.
والمتشابه من جهة اللَّفظ والمعى خمسة أَضرب:
الأَوّل: من جهة الكَمِّيّة؛ كالعموم والخصوص، نحو: {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ}.
والثَّانى: من جهة الكَيْفِيّة، كالوجوب والندب، نحو قوله: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَاءِ}.
والثالث: من جهة الزَّمان، كالنَّاسخ والمنسوخ، نحو قوله: {اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}.
والرَّابع: من جهة المكان والأُمور التي نزلت فيها، نحو قوله: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا} وقوله: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} فإِنَّ من لا يعرف عادتهم في الجاهلية يتعذَّر عليه معرفة تفسير هذه الآية.
الخامس: من جهة الشروط التي بها يصحّ الفعل أَو يَفْسد؛ كشروط الصّلاة والنكاح.
وهذه الجملة إِذا تُصوّرت عُلم أَن كلّ ما ذكره المفسّرون لا يخرج عن هذه التَّقاسيم، نحو من قال: المتشابه آلم، وقول قتادة: المحكم الناسخ، والمشتابه المنسوخ، وقول الأَصمّ: المحكم حجة ظاهرة.
وقول غيرهم: المحكم ما أُجمع على تأْويله، والمتشابه ما اختُلِف فيه.
ثمّ جميع المتشابهات على ثلاثة أَضرب:
ضرب لا سبيل إِلى الوقوف عليه؛ كوقت السّاعة، وخروج دابّة الأَرض، وكيفيّة الدّابّة، ونحو ذلك.
وضربٌ للإِنسان سبيل إِلى معرفته، كالأَلفاظ الغريبة والأَحكام المغلقة.
وضربٌ متردّد بين الأَمرين، نحو أَن يختصّ بمعرفة حقيقته بعض الرّاسخين في العلم، ويخفى على مَن دونهم، وهو المشار إِليه بقوله صلَّى الله عليه وسلم: «اللهمّ فقِّهه في الدّين وعلّمه التَّأْويل»، وقوله لابن عبّاس مثل ذلك.
فإِذا عرفت هذا الجملة عرفت أَنَّ الوقف على قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} ووصلَه بقوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} جائزان، وأَنَّ لكلّ واحد منهما وجهًا، حَسْبما دلّ التَّفصيل المتقدّم.
وقوله: {كِتَابًا مُّتَشَابِهًا} يعنى ما يشبه بعضه بعضًا في الإِحكام وا لحكمة، واستقامة النَّظْم.
وقولُه: {وَلَاكِن شُبِّهَ لَهُمْ} أَى مُثِّل لهم مَن حِسبوه إِيّاه.
والشَّبَه من الجواهر: ما يُشبه لونُه لون الذَّهب. اهـ.

.قال الراغب:

{زوج} يقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى في الحيوانات المتزاوجة زوج، ولكل قرينين فيها وفي غيرها {زوج} كالخف والنعل ولكل ما يقترن بآخر مماثلًا له، أو مضادًا زوج قال تعالى: {فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى} [القيامة: 39].
وقال: {وزوجك الجنة} [البقرة: 35] وزوجة لغة رديئة وجمعها زوجات.. قال الشاعر:
فبكى بناتي شجوهن وزوجتي

وجمع الزوج أزواج وقوله: {هم وأزواجهم} [يس: 56]، {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} [الصافات: 22] أي: أقرانهم المقتدين بهم في أفعالهم.
قال تعالى: {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم} [الحجر: 88] أي: أشباهًا.
واقرأ قوله: {سبحان الذي خلق الأزواج كلها} [يس: 36].
وقال: {ومن كل شيء خلقنا زوجين} [الذاريات: 49] فتنبيه على أن الأشياء كلها مركبة من جوهر وعرض وصورة، وأن لا شيء يتعرى من تركيب يقتضي كونه مصنوعًا وأنه لابد له من صانع تنبيها أنه تعالى هو الفرد وقوله: {خلقنا زوجين} فبين أن كل ما في العالم زوج من حيث إن له ضدًا أو مثلًا ما.. أو تركيبًا ما.
بل لا ينفك بوجه من تركيب وإنما ذكرها هنا زوجين، وقوله: {أزواجًا من نبات شتى} [طه: 52].
أي أنواعًا متشابهة، وكذلك قوله: {من كل زوج كريم} [لقمان: 10].
{ثمانية أزواج} [الزمر: 6] أي أصناف، وقوله: {وكنتم أزواجًا ثلاثة} [الواقعة: 7].
قرناء ثلاثة وهم الذين فسرهم بما بعد، وقوله: {وإذا النفوس زوجت} [التكوير: 7] فقد قيل معناه قرن كل شيعة بمن شايعهم في الجنة والنار نحو {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم}. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

الزُّوج يطلق على كلِّ واحد من القرينين من الذكر والأُنثى في الحيوانات المتزاوجة، ويقال لكلّ قرينين فيها وفى غيره؛ كالخُفِّ والنَّعل، ولكلِّ ما يقترن بآخر مماثلا له ومضادًّا: زوْج، قال تعالى: {يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} وزوجة لغة رديئة، والجمع زوجات، وجمع الزَّوج: أَزوج.
وقوله: {احْشُرُواْ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ} أَى أَقرانهم المقتدين بهم في أَفعالهم.
وقوله: {مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ} أَى أَشباهًا وأَقرانًا.
وقوله: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} بَيَّن أَنَّ كلَّ ما في العالم فإِنه زوج؛ من حيث إِنَّ له ضِدًّا مَّا أَو مِثْلًا مّا، أَو تركيبا ما، بل لا ينفك بوجه من تركيب، وإِنما ذكر هنا زوجين تنبيهًا أَن الشيء وإِن لم يكن له ضد ولا مِثْل فإِنه لا ينفك من تركيب صورة ومادَّة وذلك زوجان.
وقوله تعالى: {أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى} أَى أَنواعًا متشابهة.
وقوله: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} أَى أَصناف.
وقوله: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاَثَةً} أَى فِرَقًا، وهم الذين فسَّرهم بما بعد.
وقوله: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} قيل: معناه: قُرن كلّ شِيعة بما شايعهم في الجنة والنار.
وقيل: قرنت الأَرواح بأَجسادها حسْبما نبّه عليه في أَحد التَّفسيرين: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} أَى صاحبك.
وقيل: قرنت النفوس بأَعمالها حَسْبما نبّه عليه قوله: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا}.
وقوله: {وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} أَى قَرَنَّاهم بهنَّ، ولم يرد في القرآن زوّجناهم حورا كما يقال: زوّجته امرأَة، تنبيهًا أَنَّ ذلك لا يكون على حَسَب المُتعارف فيما بيننا من المناكحة.
قال أبو الفضائل المعينى: ورد في القرآن الزَّوج على أَربعة عشر وجهًا:
الأَوّل: بمعنى أَصناف الموجدات، من الجمادات أَو غير الجمادات: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَق الأَزْوَاجَ كُلَّهَا}.
الثَّانى: بمعنى الحيوانات المأَكولات: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مَّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ} {أَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}.
وبمعنى أجناس الحيوانات: {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}.
وبمعنى كلِّ ما له زوج من المخلوقات: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}.
وبمعنى أَنواع الأَشجار والنَّبات: {مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}.
وبمعنى البنين والبنات: {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا}.
وبمعنى المنكوحات المحلّلات: {جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا}.
وبمعنى المحلِّل في حق المطلَّقات: {حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ}.
وبمعنى المخلَّفات في عدّة: الوفاة: {وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا}.
وبمعنى الحوراءِ والعيناءِ من حرائر الجنَّاتِ: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ} {وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ}.
وبمعنى الفواكة والثَّمرات: {فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ}.
وبمعنى اقتران الرُّوح بالجسد: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}.
وبمعنى حوَّاءَ عليه السلام: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}.
وبمعنى مخدَّرات حُجَر النبوّة: {زَوَّجْنَاكَهَا} {وَلاَ أَن تَنكِحُواْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا} {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}. اهـ.